THE BEST SIDE OF الإنسان عدو نفسه

The best Side of الإنسان عدو نفسه

The best Side of الإنسان عدو نفسه

Blog Article



عباد الله، إنَّ مِن الأعداء التي تَعترض العبد في طريقه إلى الله في هذه الدنيا: النفْس التي بين جنبَيه وداخل كيانه، فكثيرا ما تكونُ عدوًا لدودًا؛ لأنها تأمُر بالسوء؛ وتسمَّى على ذلك بالنفسِ الأمارةِ بالسوء، فهي تَميل للشهوات، وتَكره القُيود، وتحبُّ الانفلاتَ والتحرُّرَ مِن كل ما تُمنَع منه، وتَضيق ذَرعًا إذا أُلزمتْ بأمر مِن الأمور.

بدء مسابقات المعرفة الإسلامية في مدن فيدين وفراتسا ومونتانا

ووفَّى الله كلَّ نفس جزاء عملها من خير وشر، وهو سبحانه وتعالى أعلم بما يفعلون في الدنيا من طاعة أو معصية.

ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

فتسمو هذه النفس وتتهذب ويصبح الإنسان قادراً على أداء وظائفه في الحياة التي خلق لأجلها، ولو أنّ الإنسان يهتم بتزكية نفسه سوف تقوى علاقته مع باقي المخلوقات، وتنمو بصورة أفضل، وبعد ذلك يعمّ الحب وفعل الخير وينتشر بين الناس، حيث ينعم الناس بحياة لا مثيل لها، وتتحقق غاية الله في خلقه ويصبح صاحبها أفضل من الملائكة.

ثم اعلم أن السلاح للوقاية من اتباع الهوى أن يُفكِّر العبد:

خزن شديد يعتصر قلبك .. دموع تنساب بغزارة على خديك على حين غرة ،

لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ

يُرجى التفضل بمراعاة حقوق الملكية الفكرية وحماية هذه الملكية

معرض “بث حي” لوحات فنية تجسد الإبادة الجماعية على غزة بأنواعها

إلى أن قال: وأما النفْسُ الأمارةُ فجعل الشيطانَ قرينَها وصاحبَها الذي يليَها، فهو يَعِدُها ويمنِّيها، ويَقذف فيها الباطل، ويَأمُرُها بالسوء، ويُزيِّنُه لها، ويُطيل في الأمل، ويُريها الباطلَ في صورةٍ تَقبَلُها وتَستحسِنُها، ويمدُّها بأنواع الإمداد الباطل؛ مِن الأمانيِّ الكاذِبة، والشهوات المُهلِكة، ويَستعين عليها بهَواها وإرادتها.

ذلك الجزاء السيِّئ بأن الله إذا أنعم على قوم نعمة لم يسلبها منهم حتى يغيِّروا حالهم الطيبة إلى حال سيئة، وأن الله سميع تعرّف على المزيد لأقوال خلقه، عليم بأحوالهم، فيجري عليهم ما اقتضاه علمه ومشيئته.

كل نفس ذائقة الموت لا محالة مهما عُمِّرت في الدنيا. وما وجودها في الحياة إلا ابتلاء بالتكاليف أمرًا ونهيًا، وبتقلب الأحوال خيرًا وشرًا، ثم المآل والمرجع بعد ذلك إلى الله - وحده - للحساب والجزاء.

وبعثناك -أيها الرسول- لعموم الناس رسولا تبلغهم رسالة ربك، وكفى بالله شهيدًا على صدق رسالتك.

Report this page